القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هي نظرية التنافر المعرفي؟ مع مثال توضيحي للتنافر المعرفي

    ما هي نظرية التنافر المعرفي؟ مع مثال توضيحي للتنافر المعرفي

ما هي نظرية التنافر المعرفي؟ مع مثال توضيحي للتنافر المعرفي

 تعد نظرية التنافر المعرفي من النظريات التي اهتم بها علم النفس والفلسفة وعلوم التربية، وعادة ما يتصور الناس أن التنافر المعرفي يحدث عندما تختلف أفكارنا عن أفعالنا. ونتيجة هذا الاختلاف هي حدوث ما يسمى "أزمة التنافر المعرفي".

وفقًا لنظرية التنافر المعرفي، هناك ميل للأفراد للبحث عن الاتساق بين معارفهم (مثل المعتقدات والآراء) وسلوكاتهم وتصرفاتهم. عندما يكون هناك تناقض بين المواقف أو السلوكيات (التنافر المعرفي)، يجب أن يتغير شيء ما للقضاء على هذا التنافر. في حالة وجود تناقض بين المواقف والسلوك، فمن المرجح أن يتغير الموقف لاستيعاب السلوك.

هناك عاملان يؤثران على قوة التنافر المعرفي: عدد المعتقدات المتنافرة، والأهمية التي تعلق على كل عقيدة من تلك المعتقدات. هناك ثلاث طرق للقضاء على التنافر المعرفي: (1) تقليل أهمية المعتقدات المتنافرة، (2) إضافة المزيد من المعتقدات المتوافقة التي تفوق المعتقدات المتنافرة، أو (3) تغيير المعتقدات المتنافرة بحيث لا تصبح غير متسقة.

يحدث التنافر المعرفي غالبًا في المواقف التي يجب على الفرد فيها الاختيار بين معتقدين أو أفعال غير متوافقة. يحدث التنافر المعرفي الأكبر عندما يكون الخياران متساويان في الجاذبية. علاوة على ذلك، من المرجح أن يكون تغيير الموقف في اتجاه يؤدي إلى تجاوز مسببات التنافر، وتحقيق اتساق بين السلوك والموقف، أي بين نسق الأفعال وأنظمة القيم الرمزية التي تحدد الموقف من الذات والآخر، وتلك هي الطريقة التي  تؤدي عمليا إلى تنافر معرفي أقل. في هذا الصدد، تتعارض نظرية التنافر مع معظم النظريات السلوكية التي من شأنها أن تتنبأ بتغيير أكبر في الموقف مع زيادة الحافز، أي التعزيز.

 

علاقة نظرية التنافر المعرفي بتفسير المشكلات

تنطبق نظرية التنافر على جميع المواقف التي تنطوي على تشكيل الموقف والتغيير؛ إنها ذات صلة خاصة بصنع القرار وحل المشكلات.

مثال

فكر في شخص يشتري سيارة باهظة الثمن لكنه يكتشف أنها غير مريحة في الرحلات الطويلة. يوجد تنافر بين معتقداته أنه اشترى سيارة جيدة وبين فكرة أن السيارة الجيدة يجب أن تكون مريحة. هناك إذن تباعد بين الفعل (شراء السيارة) وبين الفكرة (السيارة الجديدة الغالية لا بد أن تكون مريحة). يمكن القضاء على هذا التنافر المعرفي من خلال طريقتين هما مثلا:

أولا: تقرير أنه لا يهم أن لا تكون السيارة مريحة في الرحلات الطويلة، لأن السيارة تستخدم بشكل أساسي للرحلات القصيرة (تقليل أهمية الاعتقاد المتنافر)، 

أو،

ثانيا: التركيز على نقاط قوة السيارة مثل السلامة والمظهر والأداء (وبالتالي إضافة المزيد من المعتقدات المتوافقة). 

ويمكن أيضًا القضاء على التنافر المعرفي في هذه الحالة بالتخلص من السيارة، لكن هذا السلوك (بيع السيارة) أصعب بكثير من تغيير المعتقدات حول مفهوم السيارة المريحة.

 

المبادئ المتعلقة بالتنافر المعرفي

- ينتج التنافر المعرفي عندما يجب على الفرد الاختيار بين المواقف والسلوكيات المتناقضة.

- يمكن القضاء على التنافر المعرفي عن طريق تقليل أهمية المعتقدات المتضاربة، واكتساب معتقدات جديدة تغير التوازن، أو إزالة الموقف أو السلوك المتضارب.

- كل الناس يعيشون تنافرا معرفيا في مواقف معينة من حياتهم اليومية، ومعنى هذا أن التنافر المعرفي ليس مرضا نفسيا كما يتوهم البعض، وليس اضطرابا سلوكيا كما يؤكد البعض، بل هو شكل عادي من أشكال الوعي والسلوك. وتظل قيمة الإنسان في مدى قدرته على تعزيز درجة التكيف بين الفعل (السلوك) والقيمة (المعتقدات).

 

تعليقات

التنقل السريع