كيف يؤثر تغير المناخ على نفسيتنا: ارتفاع درجة حرارة الطقس يزيد من تفشي العنف والقتل

ارتفاع درجة حرارة الطقس يزيد من تفشي العنف والقتل

يمكن أن تؤثر التفاعلات مع بيئة معينة على حالتنا النفسية، وفي نفس الوقت على سلوكنا.   يدرس الباحثون في علم النفس البيئي نوع التغييرات العقلية التي يمكن أن يواجهها الشخص بعد الأحداث الشديدة والصدمة. 

يلاحظ عالم النفس أن الطقس الحار المستمر يزعج الناس ويؤثر على بعض العمليات الفسيولوجية، مما قد يؤدي إلى جرائم أكبر وأكثر عنفًا، أو هجمات على أفراد آخرين، أو حتى قتل. 

"يؤثر تغير المناخ علينا لعدة أسباب مباشرة وغير مباشرة.  من حيث التأثيرات المباشرة، فإن أسهل ما يمكن أن نفكر فيه هو الكوارث الطبيعية التي تسبب أضرارًا، مثل المنازل المدمرة.  بعد مثل هذه الكوارث الطبيعية والأحداث المتطرفة، لوحظ أن حالات الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وحتى عدد حالات الانتحار تزداد "، كما يقول عالم النفس د.  كوريتو. 

وفقًا لمن أجرى المقابلة في البرنامج، يمكن أن تحدث التأثيرات غير المباشرة تدريجيًا، والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالاحترار العالمي التدريجي للمناخ. 

"عادة ما تحدث التأثيرات غير المباشرة تدريجيًا على مدى فترة زمنية أطول.  ويرتبط هذا بارتفاع درجة حرارة المناخ، وارتفاع منسوب مياه البحر، وتغير النظم الغذائية وأكثر عرضة للخطر، لذا فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك على صحتنا العقلية بطريقة أو بأخرى".  ويشير علماء النفس إلى أن الناس يمكن أن يشعروا بالتأثير ليس فقط عندما يتأثرون مباشرة بكارثة أو أخرى، ولكن أيضًا من خلال مراقبة الأحداث. 

"مشاهدة الأحداث، كونك شاهدًا، حتى لو لم تؤثر عليك شخصيًا بشكل مباشر، يمكن أن يسبب لك التوتر.  في هذه الحالة، نتحدث على وجه التحديد عَمَّا يُسمى بالقلق البيئي أو القلق المناخي، عندما يبدأ الناس في القلق بشأن كيفية تأثيره عليهم في المستقبل". 

توقعات نفسة واجتماعية خطيرة

وجدت دراسة في الولايات المتحدة أنه بين عامي 2009 و 2099، ستسبب موجات الحر في مرض 3. 5 مليون من الناس كل سنة.  عند سؤاله عن تأثير ذلك، يؤكد الطبيب النفسي أن العامل الرئيسي والأكثر بحثًا هو الحرارة.  أو ما أضحى يعرف باسم "الاحترار". 

"هذه توقعات أمريكية تخص المجتمع الأمريكي فقط؛ وتظهر دراسات أخرى أن زيادة درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة ستؤدي إلى زيادة جرائم القتل بنسبة 6 في المائة.  هذه أرقام مخيفة للغاية عندما يتعلق الأمر بالعنف والعدوان.  هناك عدة تفسيرات لسبب حدوث ذلك. 

واحدة من أهمها الحرارة.  إنه عامل فسيولوجي وغير سار إلى حد ما يسمى عامل الضغط، ويؤثر علينا من الناحية الفسيولوجية.  نشعر بعدم الارتياح، أنا أتحدث عن طقس شديد الحرارة، أكثر من 30 درجة. هذا يسبب لنا الانزعاج والعداء.  تعمل الحرارة على تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم المشاعر، ويمكن إطلاق المزيد من الأدرينالين ". 

يقول عالم النفس إن أكثر الفئات ضعفاً في هذه الحالة هم الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يواجهون الفقر.  لكن تغير المناخ يؤثر بشكل متزايد على الشباب أيضًا.  بسبب الخوف من العواقب المستقبلية، لا يفكر الكثير منهم في إنجاب الأطفال. 

مستقبل ضبابي

"لا توجد بيانات واضحة حتى الآن حول عدد الأشخاص الذين يفكرون في ذلك.  لا يزال هذا على مستوى الاعتبار، حيث يتم إجراء بحث نوعي، لكن الاتجاه أصبح واضحًا.  من الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين يفكرون في الأمر، ولكن يبدو أن بعض الأشخاص يشعرون حقًا بالقلق ويفكرون في نوع العالم الذي سيأتي إليه أطفالهم، وما إذا كانوا يريدون أن يواجه أطفالهم عواقب سلبية في المستقبل ".