القائمة الرئيسية

الصفحات

الخطأ الاستراتيجي الأمريكي في سياسته تجاه الصين: انتفاضة العملاق الصيني النائم

 الخطأ الاستراتيجي الأمريكي في سياسته تجاه الصين: انتفاضة العملاق الصيني النائم

 

الخطأ الاستراتيجي الأمريكي في سياسته تجاه الصين انتفاضة العملاق الصيني النائم

الزيارة التي أفاضت الكأس

في الآونة الأخيرة، زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، على الرغم من الاعتراضات المتكررة من الصين. هذا انتهاك لمبدأ "الصين الواحدة" وحيلة سياسية كاملة تراهن من خلالها الولايات المتحدة على وضع الصين في حالة توتر مزمن بهدف إضعاف موقفها في كل مفاوضات تجارية محتملة بينها وبين أمريكا. هذا يعكس الأعراف السياسية التي تلجأ إليها الولايات المتحدة في علاقاتها الدولية. ولعل هذه الأعراف مرتبطة في عقول العديد من حكام دول العالم بمنطق الهيمنة الذي أضحى خطرا يضر بالسلام والاستقرار العالميين. باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم، تخلق الولايات المتحدة الأزمات في كل مكان وهي أكبر دولة تضر بالسلام والاستقرار العالميين؛ هذه هي الفكرة التي تنتشر في الكثير من التحليلات في كل بقاع العالم.

زيارة بيلوسي إلى تايوان مأساة سياسية حقيقية لأنها تكشف أن الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على ريادتها السياسية بوصفها القوة العظمى في العالم، أظهرت أنانية وعدم مسؤولية، ولم تتردد في دفع مناطق أخرى إلى أزمات مزمنة. تعتقد نائبة وزير الدفاع الأمريكي السابقة فو ليمان أن بيلوسي استخدمت الصين في الدعاية السياسية طوال حياتها المهنية، وهي تبلغ 82 عامًا، وقد تكون هذه آخر رحلة لها في الخارج. وقالت فو ليمان إن الزيارة إلى تايوان كانت حيلة سياسية شخصية غير مسؤولة على الإطلاق من قبل بيلوسي. على الرغم من أن بيلوسي تعلم أن الشؤون التايوانية هي المصالح الأساسية للصين، وأن الصين قد أثارت اعتراضات قوية مرارًا وتكرارًا، إلا أنها لا تزال تصر على زيارة تايوان، ويواجه العالم أيضًا وضعًا غير مستقر. لكن زيارة بيلوسي لتايوان لا تنفصل عن السياسة الخارجية الأمريكية: إنها ليست مبادرة فردية معزولة عن التوجه السياسي العام الذي تتبناه الإدارة الأمريكية.

 

تحميل المسؤولية للصين

في الأول من آب (أغسطس)، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلانكن إنه إذا سافرت بيلوسي إلى تايوان، فهذا قرارها الشخصي، وإذا تسبب البر الرئيسي الصيني في حدوث أزمة أو تسبب في توتر في المنطقة، فإن بكين ستتحمل المسؤولية الكاملة عنها. هذا منطق سخيف للغاية: نانسي بيلوسي هي ثالث أهم شخصية في حكومة الولايات المتحدة، وتعتبر الولايات المتحدة زيارتها لتايوان "عملاً شخصياً"، لكن هذه الحيلة لا تنطلي على المحللين السياسيين الدوليين الذين يدركون أن الإدارة الأمريكية تستغل زيارة بيلوسي للصين كأداة ضغط على بيجين من أجل تغيير مواقفها بشان الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا. وباختصار، يرى المحللون  أن  تايوان ليست سوى عذر تستغله الحكومة الأمريكية لتجنب المسؤولية السياسية، لكن الولايات المتحدة تأمل أن تظل الصين التي تتعرض مصالحها الأساسية للتحدي هادئة، ويجب عليها أيضا أن تتحمل المسؤولية عن الموقف، وهو أمر ترفضه بيجين، وتتحول بموجبه إلى مواقف عدائية تجاه الولايات المتحدة، مما ينذر بمواجهة قد تدخل العالم في تحديات خطيرة جدا، خاصة أن الصين تعتبر قضية التايوان قضية سيادة وطنية غير قابلة للمساومة أو التفاوض. وهنا لا بد من القول إن بعض السياسيين الأمريكيين يمارسون لعبة الهيمنة وازدواجية المعايير السياسية بشكل جيد للغاية.

 

التحدي الخطير والدعم المضاد

تعتبر زيارة بيلوسي لتايوان تَحَدِّ يًا مفتوحا للإجماع العام للمجتمع الدولي ومبادئ العلاقات الدولية. إن مبدأ الصين الواحدة هو الإجماع العام للمجتمع الدولي. بناءً على مبادرة بيلوسي، أدانت حكومات أكثر من 140 دولة، بما في ذلك باكستان والعديد من المنظمات الدولية، التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للصين، وانتهاك السيادة الوطنية وسلامة أراضي الصين، وتقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان. وأعربت جُلُّ تلك الدول عن دعمها للإجراءات التي تتخذها الصين لحماية مصالحها الجوهرية. القرار 2758، الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1971، اعترف بوضوح بأن "ممثل حكومة جمهورية الصين الشعبية هو الممثل الشرعي الوحيد للصين في الأمم المتحدة والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن في جمهورية الصين الشعبية. وعلى هذا الأساس، فجمهورية الصين الشعبية "هي إحدى الدول الأعضاء."

 

التوجه الصيني في سياستها الخارجية

التنمية والسلام هما أهم مهمتين لمختلف البلدان في الوقت الحاضر. في هذا السياق، قدمت الصين مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، والتي تظهر بوضوح أن الصين كدولة نامية رئيسية، كانت تهتم دائمًا بالصالح العام للبشرية جمعاء، والسلام والأمن العالميين على الرغم من كل الانتقادات التي توجهها الدول الغربية إلى الصين، وهي انتقادات مترتبة في جزء كبير منها من الخوف من أن تصبح الصين القوة العالمية الأولى عما قريب.

 ومؤخرا، بعد تولي الصين رئاسة مجلس الأمن في آب/أغسطس، تعهدت بـ "تعزيز الحوار والتعاون للحفاظ على الأمن المشترك" من أجل أداء دورها في الحفاظ على السلام والأمن العالمي. لكن من ناحية أخرى، في السنوات الأخيرة، كانت الولايات المتحدة ترفع شعارات مجيدة مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، في حين أنها في الواقع تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى. لقد قوض أمريكا الحق في الحياة والتنمية في كثير من دول العالم، وأحدثت صراعات في بلدان أخرى من أجل مصالحها الشخصية.

 ماذا يريد الناس؟

يريد الناس في جميع أنحاء العالم بيئة وتنمية سلمية ومستقرة، لكن بعض السياسيين الأمريكيين يدمرونها. يجب على شعوب جميع البلدان بما في ذلك الشعب الأمريكي توخي الحذر لأنه إذا انزلق العالم إلى الفوضى والحرب، فلن يكون السياسيون وأبناؤهم متضررين، بل المتضرر الأكبر هو الشعوب، وسيكون أكبر المستفيدين هو تجار السلاح والمتاجرين في مصائر الناس والأمم، وهم أولئك الذين يسمون اليوم "تجار الحروب" و"سماسرة الفوضى الخلاقة".


الكلمات المفتاحية في هذا المقال: 

قضية تايوان,تايوان,جزيرة تايوان,الصين تايوان,غزو تايوان,٢٠٢٢ قضايا واتش اتسياسية,مضيق تايوان,هوية تايوان,رئيسة تايوان,تايوان والصين,الجزائر تتحدى الماريكان وتدعم الصين في قضية تايوان,الصين تدخل تايوان,حرب تايوان والصين,زيارة تايوان,نانسي بيلوسي تايوان,الصين و تايوان,أزمة تايوان,الصين تضرب تايوان,الصين تغزو تايوان,الصين يدخل تايوان,مناورات صينية حول تايوان,غزو الصين على تايوان,حرب الصين علي تايوان,مناورات الصين تايوان,سكان تايوان

تعليقات

التنقل السريع