القائمة الرئيسية

الصفحات

نقد ما بعد الحداثة: ما الذي بقي منها بعد تراجع وعود النزعة الإنسانية؟

 نقد ما بعد الحداثة: ما الذي بقي منها بعد تراجع وعود النزعة الإنسانية؟

نقد ما بعد الحداثة: ما الذي بقي منها بعد تراجع وعود النزعة الإنسانية؟


الأدب ما بعد الحداثي شكل من أشكال الأدب الذي يتميز باستخدام التحول، والسرد غير الموثوق به، والتأمل الذاتي، والتناص، وغالبًا ما يتناول القضايا التاريخية والسياسية. ظهر هذا النمط من الأدب التجريبي بقوة في الولايات المتحدة في الستينيات من خلال كتابات كتّاب مثل كورت فونيغوت، وتوماس بينشون، وكاثي أكير، وجون بارث. غالبًا ما يتحدى أتباع ما بعد الحداثة السلطة، وهو ما يُنظر إليه على أنه علامة على أن هذا النوع من الأدب ظهر لأول مرة في سياق الاتجاهات السياسية في الستينيات. يمكن رؤية هذا الدافع، من بين أمور أخرى، في كيفية تعامل الأدب الحداثي بوعي ذاتي مع القضايا السياسية التي يتحدث عنها.

 

من أسلاف أدب ما بعد الحداثة دون كيشوت لميغيل دي سرفانتس (1605-1615)، وتريسترام شاندي للورنس ستيرن ( 1760-1767)، وجاك كيرواك في روايته "على الطريق" (1957)، ولكن أدب ما بعد الحداثة في الستينيات و سبعينيات القرن العشرين كان بارزا بشكل خاص.

في القرن الحادي والعشرين، لا يزال الأدب الأمريكي يتميز بتيار قوي من كتابات ما بعد الحداثة، بما في ذلك كتاب ديف إيجرز "عمل مفجع للعبقرية الرائعة" (2000. في بعض الأحيان يتم استخدام مصطلح "ما بعد الحداثة" لمناقشة موضوعات تتراوح بين الهندسة المعمارية والنظرية التاريخية إلى الفلسفة والسينما.


بسبب هذه الحقيقة، يميز العديد من الأشخاص بين الأشكال المختلفة لما بعد الحداثة، وبالتالي ينظرون إلى ثلاثة أشكال من ما بعد الحداثة: (1) ما بعد الحداثة التي تُفهم على أنها فترة تاريخية من منتصف الستينيات حتى الوقت الحاضر، والتي (2) تتميز نظريًا عن ما بعد الحداثة، وهي النظرية التي طورها مفكرون مثل: رولان بارث، وجاك دريدا، وميشيل فوكو، و اخرين. (3) الفئة الثالثة هي "ما بعد الحداثة الثقافية"، والتي تشمل الأفلام والأدب والفنون البصرية وما إلى ذلك، والتي تتميز بعناصر ما بعد الحداثة. أدب ما بعد الحداثة بهذا المعنى متعلق بتحول ثقافي عام مترتب بتجاوز الرؤية الحداثية إلى الرؤية ما بعد الحداثية بأبعادها الدالة جوهريا عن مأزق الوعي الإنساني بالعالم، لأن حقيقة ما بعد الحداثة مرتبطة في العمق ببروز أزمنة الشك في قدرة الإنسان على التكيف السهل من واقعه الذي أصبح واقعا أكثر تعقيدا من كل ما تصوره الإنسان من قبل، وهو تعقيد ناشئ عن عجز الحضارة الغربية -بكل ما تملكه من جرأة وقوة- عن الوفاء بوعودها التي صاغتها أثناء مرحلة النزعة الإنسانية في القرن الثامن عشر.


 

 

تعليقات

التنقل السريع