من هو أولكسندر دوغين الذي يتحدث عنه الجميع.؟

 منظّر "العالم الروسي" و "عقل بوتين": من هو ألكسندر دوغين الذي يتحدث عنه الجميع.

 

ألكسندر دوجين

في عام 2006، أعلنت كييف أن الفيلسوف الروسي أولكسندر دوجين شخصية غير مرغوب فيها. حتى ذلك الحين، روج دوغين بنشاط (ولا يزال يفعل ذلك) لفكرة تدمير أوكرانيا كدولة. فهو يعتبر "مهمته" إنشاء "قوة عظمى أوراسية"، على أن يكون مركزها روسيا.

 

في 20 أغسطس، انفجرت سيارة دفع رباعي تقودها الصحافية داريا دوجينا في ضواحي موسكو. كانت تلك الصحافية بنت أولكسندر دوجين، وكانت تبلغ من العمر 29 عامًا. وقد توفيت على الفور، بسبب عبوة ناسفة وُضِعَتْ أسفل الجزء السفلي من السيارة من جانب السائق. ومع ذلك، كانت داريا غير معروفة عمليًا لدائرة واسعة من الأوكرانيين حتى الآن. على عكس والدها، أولكسندر دوغين، الذي دعا روسيا في وقت مبكر من عام 2014 لحرب واسعة النطاق، وفي وسائل الإعلام الأوكرانية لسنوات عديدة، تمت تسميته علانية بالفاشي، ومؤخرا، "قاسي". لماذا أصبح الفيلسوف الروسي "مشهوراً" .

 

بارع في الفاشية: دوغين وفكرته عن "الأوراسية"

يُدعى أولكسندر دوغين بمنظّر ما يسمى بحركة "نيو أوراسيا". يدافع الفيلسوف اليميني المتطرف عن فكرة إنشاء "قوة عظمى أوراسية"، يفترض أن يكون مركزها روسيا على حساب استيعاب (وهو ما يعادل تدمير) الدول المجاورة، بما في ذلك أوكرانيا. ويعتقد الروس أن هذه هي الطريقة التي ستعارض بها "الإمبراطورية الأوراسية" الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

 

وفقًا لدوغين، لا يمكن للدول المجاورة أن توجد كدول منفصلة ومستقلة. يجب أن يذوبوا ويصبحوا جزءًا من مثل هذه القوة العظمى الجديدة. ومن الواضح أن أي أفكار ومظاهر وطنية تتعارض مع هذه الفكرة.

 

قبل عدة سنوات، حدد الخبراء الغربيون دوجين باعتباره أحد الإيديولوجيين الرئيسيين للكرملين، الذي يروج لمثل هذه الأفكار الفاشية. في عام 2004، أوضح جون ب. دنلوب، كبير الباحثين في معهد جوفيرتي، بالتفصيل علاقات دوجين وتأثيره على قيادة الاتحاد الروسي. وفقًا للعالم، كان الفيلسوف هو "أحد مطوري مفهوم الأمن القومي" في روسيا.

 

وفقًا لدنلوب، أظهر التأثير الهائل لكتاب دوجين "أساسيات الجغرافيا السياسية: المستقبل الجيوسياسي لروسيا" على السياسيين الروس وصعود الفاشية في روسيا.

 

"إن تأثير هذا الكتاب -المصمم بشكل متعمد على أنه كتاب مدرسي- على الممثلين البارزين للنخب الروسية يشهد على الانتشار المثير للأفكار والمواقف الفاشية خلال فترتي يلتسين وبوتين المتأخرتين. ويمكن التعبير عن استنتاجات العمل المتعلق بأوكرانيا بشكل واضح للغاية: إذا تم تنفيذ أفكارها، فإن أوكرانيا ستتوقف عن الوجود كدولة مستقلة ومن المرجح أن تتفكك أوصالها "، كتب دنلوب على وجه الخصوص.

 

حقيقة مهمة: بالعودة إلى عام 2006، أعلنت كييف أن دوجين شخصية غير مرغوب فيها في أوكرانيا. وقد صرح دوغين مرارًا وتكرارًا أن تفكك أوكرانيا "لا مفر منه".

 

دوغين هو "عقل بوتين"

من المعتاد تسمية دوجين بـ "عقل بوتين" في وسائل الإعلام الغربية. وهكذا تؤكد صحيفة واشنطن بوست في مقال بتاريخ 22 مارس هذا العام :

"عشية غزوه الدموي، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا طويلًا ومتشوشًا ينفي وجود أوكرانيا والأوكرانيين، وهو خطاب وجده العديد من المحللين الغربيين غريبًا وغير منطقي...جاء تحليل بوتين مباشرة من نظرية ألكسندر دوغين حول ما يسميه "الأوراسية" أو المجال العظيم الروسي.

 

وفقًا للصحفيين، على مدار العشرين عامًا الماضية، كانت روسيا تتصرف وفقًا لنص فيلسوف غامض، الأمر الذي جعل العالم بأسره على شفا حرب كبرى جديدة في نهاية المطاف.

"دوغين هو نتاج الانحدار السوفياتي المتأخر، وهو ينتمي إلى سلسلة طويلة ومظلمة من المنظرين السياسيين الذين يخترعون ماضٍ قوي ومجيد، غارق في التصوف والانقياد للسلطة، لشرح حاضر لم يحدث. المستقبل هو استعادة هذا الماضي التجاري، العالمي، الحقيقي ".

وضع دوغين خطته حرفياً في كتاب "أساسيات الجغرافيا السياسية". وبالتالي، وفقًا لخطته، يجب على العملاء الروس إثارة الفتنة الدينية والعرقية في الولايات المتحدة وفي بريطانيا العظمى - لتقوية الاختلافات التاريخية مع أوروبا القارية. في الوقت نفسه، يجب على روسيا أن تجتذب دول أوروبا الغربية بالنفط والغاز والطعام .

 

ماذا قال دوغين عن أوكرانيا؟

"لا أستطيع أن أقول ما إذا كان ذلك سيحدث قريبًا، لكنه سيحدث بالتأكيد. لأنه، كما كان من قبل، يعيش شعبان في أوكرانيا. لم يحل إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا والدفاع عن جزء من دونباس المشكلة...إذا لم تتم الإطاحة بالمجلس العسكري في كييف، فستظهر نوفوروسيا، أوكرانيا الثانية، من تلقاء نفسها. ستصبح دونباس جوهر ومركز هذه الأوكرانيا الثانية. انضمام نوفوروسيا إلى روسيا اختياري تمامًا، الأمر متروك لشعبها ليقرروا".

 

حول سياسة روسيا تجاه أوكرانيا

في مقطع بثته الإذاعة الوطنية الروسية في يناير 2021، ورد ما يلي:

"روسيا ليست عدوًا لأوكرانيا. سيكون من الأفضل لنا أن يكون لدينا أوكرانيا صديقة لشعبين. ليس لدينا هدف لإيذاء الشعب الأوكراني، وتدمير الدولة الأوكرانية، هذه أساطير."

 

حول حرب واسعة النطاق في أوكرانيا 

في مقطع آخر بثته الإذاعة الوطنية الروسية في أبريل 2022، ورد ما يلي:

"يقاتل الجيش الروسي الآن ضد دول ذات سيادة تفرض عالمًا أحادي القطب. لا يمكننا أن نخسر هذه الحرب...تحركنا الأوكراني يمثل تحديًا للنظام العالمي أحادي القطب المتمركز حول الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي."

 

حول أهداف الحرب على أراضي أوكرانيا

في مقطع آخر بثته الإذاعة الوطنية الروسية في أبريل 2022، ورد ما يلي:

"السيطرة على جزء معين من دونباس أو أوكرانيا ليس انتصارًا لروسيا. لن يعود جنودنا إلى ديارهم حتى يتم تدمير أهداف في جميع أنحاء البلاد ويتم إرساء الأمن، أو حتى يستسلم زيلينسكي."

 

يذكر أن جهاز الأمن الفيدرالي أعلن الكشف عن مقتل ابنة الفيلسوف "العالم الروسي" أولكسندر دوجين داريا. وبحسب قوات الأمن الروسية، فقد تم التخطيط للجريمة وارتكابها من قبل أجهزة خاصة أوكرانية.

ورد مستشار رئيس مكتب الرئيس ميخايلو بودولياك على تقارير الخدمات الخاصة الروسية، قائلاً إن الدعاية الروسية تخلق عوالم خيالية مرة أخرى .