صراع الرؤى Conflict of Visions
"صراع
الرؤى" هو كتاب من تأليف توماس سويل Thomas Sowell. نُشر هذا الكتاب في الأصل عام 1987؛ وظهرت
طبعة منقحة منه في عام 2007. يحاول الفصل الافتتاحي لسويل الإجابة عن سؤال لماذا
يميل نفس الأشخاص إلى أن يكونوا معارضين سياسيين في قضية تلو الأخرى؟.
يدعي سويل أن
أصل هذه الصراعات هو "الرؤى" أو المشاعر البديهية التي يشعر بها الناس
حول الطبيعة البشرية. تشير الرؤى المختلفة إلى عواقب مختلفة جذريًا عن كيفية
تفكيرهم في كل شيء من الحرب إلى العدالة.
يصف الجزء المتبقي من الكتاب رؤيتين أساسيتين: الرؤيتان "اللامحدودة" و"المحدودة"، وكلتا الرؤيتين تعبران عن التعارض بين حدين أقصيين في المواقف والرؤى؛ وهذا التعارض جزء من تاريخ الفكر السياسي الغربي منذ العصور القديمة.
يمكن مقارنة كتاب "صراع الرؤى" بكتاب "السياسة الأخلاقية" لجورج لاكوف (1996)، والذي يهدف إلى الإجابة عن سؤال مشابه جدً للسؤال الذي انطلق منه توماس سويل.
نُشر كتاب توماس سويل بدون العنوان الفرعي "الأصول الإيديولوجية للنضالات السياسية".
يصف ستيفن بينكر
تفسير سويل بأنه أفضل نظرية تم تقديمها حتى الآن. في ذلك الكتاب، يسمي بينكر
"الرؤية اللامحدودة" "الرؤية المثالية" و"الرؤية المحدودة"
بـ "الرؤية المأساوية".
الرؤى المتنافسة
يقدم توماس سويل
هذه المفاهيم في كتابه "صراع الرؤى" و"رؤية المقدسين". تشمل
هاتان الرؤيتان مجموعة من الأفكار والنظريات التي تتعارض فيما بينها،
وتعبر من خلال ذلك التعارض أن الاختلاف في المواقف والأفكار لا ينبع من تعارض حتمي
بينها بل ينبع من خلال اختلاف وتعارض الرؤى التي يصدر عنها كل طرف في النظر إلى
قضايا الإنسان والسياسة والدين والمجتمع.
الرؤية اللامحدودة (اليوتوبية)
يجادل توماس
سويل بأن "الرؤية المفتوحة" the open-ended vision تعتمد بشكل كبير على
الاعتقاد بأن الطبيعة البشرية جيدة أساسًا؛ أولئك الذين لديهم رؤية مفتوحة لا
يثقون بالعمليات اللامركزية، ويفتقرون إلى الصبر مع المؤسسات الكبيرة والعمليات
المنتشرة في كل مكان والتي تحد من العمل البشري؛ إنهم يعتقدون أن هناك حلًا
مثاليًا لكل مشكلة، لكن هذه التسوية غير مقبولة أبدًا. الأضرار الجانبية لاختلاف
الرؤى هي مجرد ثمن المضي قدمًا على طريق الكمال. غالبًا ما يسمي سو توماس سويل هؤلاء الأشخاص الذين
يدافعون عن هذا التصور بـ"الذات الممسوحة" لأنهم يعتقدون -في النهاية- أن
الإنسان مثالي أخلاقياً. لهذا السبب، يعتقدون أن هناك بعض الأشخاص الذين هم أكثر رقيا
على طريق التطور الأخلاقي، وقد تغلبوا على المصلحة الذاتية، وهم محصنون ضد تأثير
السلطة، وبالتالي يمكنهم التصرف كصناع قرار بديلين لبقية المجتمع.
الرؤية المحدودة (المأساوية)
يجادل توماس
سويل بأن "الرؤية الضيقة" the limited vision
تعتمد بشكل كبير على الاعتقاد بأن الطبيعة البشرية في الأساس لا
تتغير وأن الإنسان بطبيعته يهتم بنفسه، بغض النظر عن النوايا الحسنة. أولئك الذين
لديهم رؤية محدودة يفضلون العمليات المنهجية لسيادة القانون وخبرة التقاليد.
التسوية ضرورية لأنه لا توجد حلول مثالية، فقط تسويات. أولئك الذين لديهم رؤية
محدودة يفضلون الأدلة التجريبية القوية والهياكل والعمليات التي تم اختبارها عبر
الزمن من خلال الاحتكاك والخبرة الشخصية. أخيرًا، تتطلب "الرؤية المحدودة"
ضوابط وتوازنات وترفض قبول أن جميع الناس يمكن أن يضعوا جانبًا مصلحتهم الذاتية
الفطرية.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على تقديم الأفضل والمفيد