قدرة العقل البشري لا مثيل لها
قدرة العقل البشري لا مثيل لها
يعد تطور علوم وتقنيات الحاسوب من أعظم التطورات في العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وكان له الأثر الهائل في تطور كافة جوانب المجتمع البشري. لقد أثر هذا النوع من القوة السحرية لعلوم وتكنولوجيا الكمبيوتر على مجالات الإدراك البشري ووجود العالم. ولذلك بدأت تنتشر أقوال مثل "قدرة الكمبيوتر تتفوق على قدرة العقل البشري" و"الذكاء الاصطناعي أذكى من العقل البشري بمليارات المرات". ولم يتم إثبات أي من هذه المفاهيم علميا حتى الآن. أحد الأسباب الرئيسية لظهور هذه الكلمات يرجع إلى المبالغة المفرطة في قدرات أجهزة الكمبيوتر وبرامجها، والآخر يرجع إلى سوء فهم العلاقة بين تكنولوجيا الكمبيوتر والعقل البشري.
من بين جميع الكائنات الحية في العالم، يعتبر الإنسان هو الأكثر ذكاءً، وقدرات العقل البشري لا مثيل لها ولا حدود لها. والفرق الأساسي بين العقل البشري وعقول المخلوقات الأخرى هو أنه يتجلى في شكل عقل واعي. لكي نثبت أن قدرة العقل البشري متفوقة، أولا وقبل كل شيء، لا بد من فهم معنى مصطلحات مثل الذكاء البشري (الإدراك) والذكاء الاصطناعي (الذكاء)، وخاصة العلاقة بين الذكاء البشري وعلوم الكمبيوتر والتكنولوجيا. ومن ثم تتضح العلاقة بين العقل البشري وعلوم وتكنولوجيا الكمبيوتر.
يشير العقل البشري إلى الوظيفة الفسيولوجية للكائن البيولوجي، وهو الدماغ البشري – القدرة على التفكير أو التفكير. وهي ليست شيئاً ملموساً يكتسبه الإنسان، ولكنها القدرة (القدرة) على معرفة وحل المشكلات العملية التي يواجهها الإنسان في حياته، أي الحكمة التي يقال عنها عادة. الآن، عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، فهو مجرد التشغيل الفني التلقائي للبرامج - برامج الكمبيوتر التي يمكنها لعب دورها الوظيفي من خلال أجهزة الكمبيوتر. الذكاء ظاهرة فسيولوجية تحدث في دماغ الكائنات الحية، وقد بلغت أعلى كمالها في دماغ الإنسان. لا يوجد مخلوق آخر في العالم لديه عقل واعي. والسؤال الأساسي هنا هو هل العقل البشري (الوعي) هو الأساسي أم أن الكمبيوتر وبرامجه هو الأساسي. العقل البشري هو الذي يصنع الكمبيوتر ويبرمجه. لا يمكن لأجهزة الكمبيوتر وبرامجها أن تكون ذكية مثل البشر. برامج الكمبيوتر محدودة في قدرتها على أتمتة تقنيات حل المشكلات. إن صعود وهبوط عملية تشغيل الكمبيوتر لا يرتبط إلا ارتباطًا وثيقًا بكيفية ترتيب العقل البشري للأجهزة والبرامج - برامج الكمبيوتر - أي أن العقل البشري "يفعل ما يقول له أن يفعله". برامج الكمبيوتر لا يمكنها العمل إلا وفق الإجراءات والخطوات التي رتبها الإنسان لتحقيق أهدافه.
قد يكون مفهوم الذكاء الاصطناعي مصطلحًا صاغه بعض مهندسي الكمبيوتر للسماح لبرامج الكمبيوتر باستخدام أو معالجة الحجم الكبير وكمية المعرفة المخزنة في أجهزة الكمبيوتر بسرعة ودقة. إذا لم يستمر مهندسو الكمبيوتر في حل اللغز حول أجهزة وبرامج الكمبيوتر، فسيظل الذكاء الاصطناعي للكمبيوتر عند مستواه الحالي إلى الأبد. حقيقة أن "الذكاء الاصطناعي أذكى بمليارات المرات من الذكاء البشري" هي ببساطة لأن برامج الكمبيوتر يتم تطويرها باستخدام نتائج العلوم الإنسانية وتصبح "ذكية" بالنسبة لإنسان واحد.
حاليا الذكاء الاصطناعي (التشغيل المبرمج لأجهزة الكمبيوتر) والدماغ البشري لديهم قدر كبير من المعرفة حول الذكاء الاصطناعي الذي قد يتم زراعته داخل جسم الإنسان أو خارجه والذكاء الاصطناعي من خلال الوسائل التقنية المختلفة مثل الموجات الإلكترونية والضوء والموجات الصوتية والألوان والتكنولوجيا البيولوجية (عمليات البرمجة الحاسوبية) وإمكانية تحقيق التكامل للدماغ البشري. وكما شاء القدر، فإن تشغيل جهاز كمبيوتر قابل للبرمجة يحتوي على هذا المخزون الهائل من المعرفة لا يزال يعتمد على المدخلات البشرية.
وفي نهاية المقال، قد يساعد شرح شيء عن العقل البشري والذكاء الاصطناعي في فهم العلاقة بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي بشكل أفضل. عندما لعب بطل العالم في الشطرنج كاسباروف مباراة شطرنج ضد الكمبيوتر على الكمبيوتر، هل يمكن أن تثبت حقيقة فوز كاسباروف بالمباراة الأولى وخسره أمام الكمبيوتر في المباريات التالية أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على الذكاء البشري؟ كاسباروف يهزم الكمبيوتر في أول مباراة شطرنج له. بعد ذلك، سيقوم مبرمجو الكمبيوتر بإعادة تطوير البرنامج بناءً على تلخيص تكتيكات وأساليب لعب الشطرنج لدى العديد من أبطال ولاعبي الشطرنج الأصليين. لذلك يخسر كاسباروف من مباراة الشطرنج الثانية. "لماذا خسر كاسباروف؟" إذا تم تحليل المشكلة، يمكن معرفة أنه على الرغم من أن كاسباروف يبدو وكأنه يلعب الشطرنج بالكمبيوتر، إلا أنه في الواقع يتضح أن كاسباروف قد لعب مع العديد من لاعبي الشطرنج في فترة من الزمن.
باختصار، على الرغم من أن أجهزة الكمبيوتر وبرامجها تعتبر أدوات قوية للبشرية في كشف أسرار الكون الخفية، إلا أنها لا تزال قادرة على ممارسة قوتها الميكانيكية تحت سيطرة الإنسان. ولذلك فإن قدرة العقل البشري لا حدود لها ولا تضاهى. الذكاء الاصطناعي (عمليات الكمبيوتر المبرمجة) له قدرات محدودة. لولا العقل البشري، لما تم إنشاء علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقا لتشجيعنا على تقديم الأفضل والمفيد